الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
من الضرورات في الشريعة الإسلامية
خمس وهي: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ النسل وحفظ المال، وبما أن منظور
الشريعة الإسلامية، و قوامها، وأساسها هو حفظ العقل إذا لابد من تقويته وتغذيته،
ولا يتم ذلك إلا عن طريق العلم، خاصة في الصغر.
بذل المسؤولون في وزارة التربية والتعليم في
نظام تقويم الطالب جهودهم لكي ينهضوا بالتعليم في جميع المراحل ويصلوا إلى مخرجات
علمية مرموقة مواكبة للتعليم العالمي، و يعتمد هذا النظام على إتقان المهارات لدى
الطلاب ، لكن منذ بداية تطبيقه أحاطت به السلبيات من جميع جوانبه، لدرجة أن الميدان التعليمي طالب كثيرا بإلغائه
والعودة إلى النظام السابق أو إضافة تعديلات عليه.
نعلم جميعا أن أي نظام تعليمي لابد أن
يحتوي على إيجابيات وسلبيات ،في هذا الموضوع سنذكر بعض سلبيات ومشاكل التقويم
المستمر في المرحلة الابتدائية، لكن قبل الولوج في سلبياته نستعرض أولا تاريخ
التقويم المستمر، الهدف نته، أهميته، والأسس التي يرتكز عليه، وخصائصه وأساليبه.
خلاف ما يتوقعه الكثير لم يطبق التقويم
المستمر بعد تنفيذ تجربة عليه، وإنما طبق نتيجة رغبة المسؤولين في تلك الفترة في
الوزارة في عام 1418-1420هـ، لمسايرة حركات الإصلاح التربوية العالمية، ومن أهدافه
:
1)
توجيه التلاميذ في الاتجاه المرغوب في التعلم.
2)
تحديد جوانب القوة لدى الطالب لتنميته وعلاج جوانب الضعف لتحسينه
وتقويته.
3)
إعطاء المتعلم فكرة واضحة عن آدائه.
4)
إثارة الدافعية والاستمرار للتعلم.
5)
انتقال أثر التعلم وتجاوز حدود المعرفة.
6)
تحليل الموضوعات المدرسية، وتوضيح العلاقات.
7)
تحفيز المعلم على التخطيط للدرس وتجهيزه، وحديد الأهداف التي يراد
تحقيقها.
8)
تطوير إجراءات التقويم.
الأسس التي يركز عليها التقويم المستمر:
1)
إكساب الطالب المعرفة، والمهارات، والخبرات الأساسية في كل مادة
دراسية.
2)
إتباع أساليب تعليمية متنوعة كالعروض أو استعراض المحسوسات أثناء
التعليم حتى يسهل إيصال المعلومة لدى طلاب هذه المرحلة.
3)
الاهتمام بالجانب التطبيقي باعتماد تقديم أسلوب تقويم الآداء ليتم
التأكد من تمكن الطالب.
4)
تجنب القلق، الخوف والفشل من تجاربهم السابقة.
5)
تحفيز وغرس العادات الإيجابية في الطلاب نحو التعليم.
6)
تجنب المنافسة التي تنتج عنها
آثار سلبية، وأيضا يشعر الطالب بأن الهدف من التعلم هو الحصول على أعلى الدرجات
بدون الفهم العميق للمادة.
7)
إشراك ولي أمر الطالب في التقويم، ومعرفة الصعوبات التي تواجه الابن
لكي يسهل التغلب عليها.
8)
العمل على اكتشاف وتوجيه طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مبكرا.
أهمية التقويم:
-
بالنسبة للمعلم والتلميذ معرفة مستوى الطالب الذي وصل إليه ومعرفة
جوانب القوى لتعزيزها وجوانب الضعف والقصور لتجنبها وعلاجها.
-
بالنسبة لأولياء الأمور يساعدهم على فهم البيئة المدرسية وتحقيق
التعاون بين المدرسة والبيت.
-
بالنسبة للمنهج يعتبر التقويم أساسي فيه، وأيضا معرفة مدى ملاءمة
المنهج.
خصائص التقويم:
-
يسير جنبا لجنب مع عملية التدريس.
-
شامل لظروف التعلم والبيئة التعليمية.
-
يركز على سلوك المتعلم وعلى مهاراته.
-
براعي نفسية الطالب وشخصيته.
-
يحفز الطالب على بذل المزيد من الجهد.
-
يوفر فرص متكافئة لجميع الطلاب من خلال أساليبه وأدواته.
-
يقدم معلومات مستمرة عن الطالب.
أساليب التقويم:
-
ملاحظة آداء الطالب.
-
المناقشة الصفية.
-
متابعة الواجبات المنزلية.
-
النصائح والإرشادات.
-
الحصص والفصول العلاجية.
النزعة الإيجابية في الوزارة كانت هي السبب
وراء اعتماد التقييم المستمر، لكن كما يبدوا بأن صناع ومعدي لائحته لم يتلقون
الدعم اللازم من المتخصصين بالقياس والتقويم مما انعكس على جودته وأيضا وجود
صعوبات في فهمه وتطبيقه وتوظيفه على النحو الصحيح، وتسببت في فجوة بين المنظرين في
الوزارة وبين المشرفين في الميدان.
من سلبياته ومشاكله غموض المصطلحات
والمفاهيم الحديثة مما أدى إلى عدم إدراك المعنى الصحيح لدى المعلمين والمعلمات
والعاملين به حول ماهية التقويم المستمر وعدم توعيتهم، وعدم تشكيل تصور عملي
للتقويم المستمر، وأيضا فشل في التمييز
بين المهارات الأساسية ومهارات الحد الأدنى، المقصود بالحد الأدنى أنه لكي ينتقل
الطالب من مستوى أعلى أو صف أعلى عليه أن يلم ويتمكن من مجموعة المهارات والمعارف التي تمثل الأساس في
تمكنه لمهارات جديدة مستقبلا، ويبنى
التقويم على مهارات الحد الأدنى و على المهارات الأساسية و تعتبر المحك الذي يعتمد
عليه في التمييز بين متطلبات النجاح والرسوب.
من السلبيات أيضا تركيز المعلمين إلى
مهارات الحد الأدنى لدى الطلاب بحيث يكون اهتمامهم إلى مستويات التعليم الدنيا
وتجاهل مهارات التفكير العليا مما أدى إلى انخفاض مستوى الطلاب وضعف الاهتمام
بقدراتهم العليا، التي من المفترض أن تنمى في هذا العمر بالتحديد، باعتبار أن
المرحلة الابتدائية تعتبر مرحلة تأسيسية في تنمية العادات العقلية، و أنماط
التفكير القائم على التحليل وحل المشكلات والاستدلال المنطقي، مما تسبب هذا الأمر
إلى إضعاف مخرجات التعليم في هذه المرحلة، وأيضا نتائج التقويم المستمر تساوي بين
الطلبة المتميزين والعاديين والمثابرين والمهملين ولم يكن هناك تفهما واضحا لهذه
القضية لدى الوزارة.
كيفية تطبيق التقويم:
-
يخضع التقويم المستمر خلال تطوره إلى تبني مفاهيم النظريات البنائية
والمعرفية في التعليم
-
ضرورة تركيز التقويم الصفي على العلاقة التفاعلية والدينامية بين
المعلم والطلاب لدعم تعلمهم.
-
عدم الاعتماد على منهجية محددة لصياغة القوائم.
انقسم التربويون الميدانيون في أحكامهم على
التقويم المستمر ما بين مؤيد ومعارض، ويرى غالبية المعلمين أنه يقتل الحماس والجد
والطموح والرغبة في التفوق والمنافسة، ويرون بأن الأسلوب القديم خرج علماء بارعين
في الهندسة والطب وغيرها من العلوم، بينما يرى المؤيدون لنظام التقويم المستمر أنه
اتجاه عالمي ونتاج تطور علم النفس المعرفي والقياس، وقد نجح في إزالة الخوف من
المدرسة ورهبة الاختبارات المعيارية.
ماذا قالوا عن التقويم:
·
خبير جامعة مانشستر البريطاني وليم فرانسس بويل
قال: إن تجربة التقويم المستمر في المدارس السعودية تواجه صعوبة في عملية التطبيق
لتعقدها وتشابك مصالحها، وإن هناك حاجة لتدريب المعلمين على التقويم المستمر بشكل
دائم، لتحسين العملية التعليمية للطلبة، مؤكداً أن التقويم المستمر سيكون أفضل
طريقة لتسريع جودة العملية التعليمية. وأكد الدكتور أن وجود نحو 50 طالباً في
الفصل يعد شيئاً مخيفاً ويؤثر على عملية التقويم.
·
مدير عام المركز الوطني للقياس والتقويم بوزارة
التعليم العالي الأمير فيصل بن عبدالله المشاري قال: إن النظام جيد من حيث النظرية
إلا أن المشكلة تكمن في تطبيقه على الواقع، فنحن نحتاج إلى مستويات عالية من
المعلمين الذين يفهمون أهداف التقويم المستمر وعندهم صبر ومثابرة على تطبيقه في
الواقع بشكل جيد.
وأضاف “مشكلتنا في المملكة تكمن في الإنسان وليس في المادة والمحتوى والعمليات والأمور النظرية، فنحن نستطيع أن نحصل على آخر ما توصل إليه العالم وعلماء التربية والنظريات التربوية،
وأضاف “مشكلتنا في المملكة تكمن في الإنسان وليس في المادة والمحتوى والعمليات والأمور النظرية، فنحن نستطيع أن نحصل على آخر ما توصل إليه العالم وعلماء التربية والنظريات التربوية،
·
يقول الدكتور محمد عثمان الثبيتي المشرف التربوي
للنشاط الثقافي بإدارة النشاط الطلابي : يعد التقويم في أبسط مفاهيمه إصدار الحكم
على شيء مُعيّن؛ فما دام أنه كذلك فلابد أن يكون مستمراً لكي يكون الحكم سليماً،
وهذا التوجه يتفق مع ما ينادي به المشتغلون بالتربية المتمثل في أن الاستمرارية
أساس من الأسس التي يقوم عليها التقويم الصحيح والموضوعي. من هذا المنطلق جاءت
فكرة التقويم المستمر في مدارس التعليم العام، وهي فكرة رائدة بكل مقاييس الجودة
التربوية؛ لأنها عالجت مشكلة الرهبة التي كانت تنتاب الطلاب وأسرهم في نهاية كل
فصل دراسي جراء تطبيق أسلوب الاختبارات التقليدية، وذلك بأسلوب تربوي وعملي في نفس
الوقت من جهة، وربط الطالب بالمقرر الدراسي طوال الفصل الدراسي من جهة أخرى؛
مُركزة على المهارات كأدوات للتعلُّم مع الأخذ في الاعتبار مناسبتها للمرحلة
العُمرية. ولكن تكمن المعضلة الكبرى في فهم فلسفة هذا النمط من التقويم المُجهد،
وامتلاك آليات تطبيقه من قبل المعلمين والمعلمات في مدارسنا، مع تباين سبب المشكلة؛
فمعلّم يرفض التقويم المستمر لأنه يرفض التغيير كمبدأ وهم كُثر، وآخر يرفضه لعدم
تمكنه من مقومات التطبيق، وثالث يتهم التقويم المستمر بأنه السبب المباشر في ضياع
الطلاب، وتدني مستوياتهم، ناهيك عن سببه المباشر في امتهان كرامة المعلّم في نفوس
طلابه بسبب ضرورة منحه الرقم (1) في نهاية فترة التقويم، لكي لا تمنحه إياه اللجنة
المُشكلة من إدارة المدرسة بهدف إعادة تقييمه، والمحسومة نتيجتها سلفاً لصالح
الطالب، الأمر الذي يراه المعلم انتقاصاً في حقه.
·
ويرى الدكتور محمد الفراج أستاذ في كلية التربية
بجامعة الملك سعود أن التقويم المستمر نظام أكثر شمولية من الاختبارات، فهو نظام
متكامل في قياسهِ وتقييمه عندما يتقنهُ الطالب ويشمل جميع محتويات المنهج من
مهارات وسلوكيات ونقاط رئيسية وثانوية. ويكسرُ داء الرتابة وحاجز الروتين ويوضحُ
نقاط الضعف والنقص لدى الطلاب بشكل ٍدقيق ولكن الانتقادات التي تعرض لها البرنامج
في السنوات الأخيرة تتركز على ضعف مستوى تحصيل الطلاب لغياب الاختبارات الجدية
وعدم إدراك المعلمين لآليات التطبيق.
·
الدكتور محمد الفايز أستاذ التخطيط الاجتماعي في
كلية الخدمة الاجتماعية يقول: نجاح التقويم المستمر أو فشله بيد المعلم فالتقويم
المستمر للمهارات كنظام جديد وبديل للائحة الاختبارات القديمة في المرحلة
الابتدائية لا لبس فيه لأنه يتوافق مع التوجه الحديث للتربية في العالم كله ويهدف
إلى بناء شخصية الطالب وجعل المدرسة في نظره مكاناً مرغوباً فيه، ويهدف التقويم
إلى أن يفهم الطلاب أن المنافسة الحقيقية هي التنافس في كسب المهارات وارتقائها
لتبقى سلوكاً لا ينسى وليس السباق نحو الترتيب أو لحيازة الأرقام والدرجات.
بذلك
يتضح لنا مشاكل التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية نذكرها بإيجاز:
-
ضعف مخرجات المرحلة الابتدائية.
-
أن التقويم المستمر نظام لا يفرق بين القدرات
والفوارق الفردية؛ لأن الطالب تعلم أنه ناجح مهما أهمل.
-
يقتل روح التفوق لدى الطالب المجتهد وأسرته،
ويكافئ الطالب المفرط، حيث يساويهما في النتيجة النهائية.
-
فجوة كبيرة بين إتقان المهارات والتدريب عليها
داخل فصول مزدحمة.
-
التقارير الميدانية أكدت تدني مستويات الطلاب
والطالبات في مرحلة الصف الأول المتوسط، من أول فصل بعد تطبيق التقويم المستمر.
-
التقويم المستمر إذا لم يحسن المعلمون والمعلمات
فهمه وتفاعل الآباء معه فسيكون تعليمنا في خطر وقد لا تحمد عواقبه.
-
إذا كان عدد الطلاب في الصف الواحد كبيراً، وهو
الأمر الحاصل في معظم المدارس، فإن نظام التقويم سيصبح نظاماً ظالماً للطالب.
-
ضعف تدريب المعلم لن يضمن مراعاته للفروقات بين
الطلاب وبالتالي ستكون أحكامه غير منصفة.
-
وزارة التربية والتعليم لم تهيئ البيئة المناسبة
والإمكانات اللازمة لتطبيق آلية التقويم المستمر.
-
يسبب ضغطاً نفسياً وعملياً على المعلم، كما يدخل
في سلبياته أن عملية الحكم تكون حسب ذاتية وعشوائية.
-
أن بعض الطلاب في الصف السادس الابتدائي لا
يتقنون القراءة والكتابة بسبب عشوائية التقويم المستمر.
-
نتج عنه ضعف المخرجات من المرحلة المتوسطة وبالتالي
ضعف المخرجات من المرحلة الثانوية.
علاج مشكلة التقويم
المستمر في المرحلة الابتدائية من منظور التربية الإسلامية:
-
السعي إلي تحقيق هدف التربية الاسلامية تجاه
الفرد، وهو أن يكون فردا صالحا في الدنيا والأخرة.
-
اخلاص النية لله تعالي أثناء تعليم النشء من قبل
التربويين واولياء أمورهم.
-
الأخذ في الاعتبار أن الهدف من تقويم الطالب في
المرحلة الابتدائية تقويم مستمر هو إعطاء صورة حقيقة لمستواه الفكري والعلمي والمهارى
وعلاج جوانب الضعف وتلافيها ، وتعزيز جوانب القوة.
-
العدل عند إصدار حكم علي مستوى الطالب.
-
التوصل بين المدرسة والبيت الكترونيا و ذلك باستخدام
وسائل التواصل الحديثة ببث رسائل تكشف عن مستوى الطالب.
-
تساوى الفرص بين الطلاب وذلك بمرعاة لفروق
الفردية.
-
تغير آلية التقويم المستمر (اتقن ،لم يتقن ) الى
درجات آخري تكشف مستوى الطالب الحقيقي نوعا ما ، (حسب رأيي )
1 ـ ممتاز (اتقن تماما ) ــــــــــــ (أخضر 95)
2 ـ جيد جدا ( اتقن ) ـــــــــــــ (ازرق 80 ـ 94 )
3 ــ متوسط (اتقن نوعا ما ) ــــــ ( اصفر 60-79)
4 ضعيف (لم يتقن ) ــــ ( احمر أقل من 60 )
1 ـ ممتاز (اتقن تماما ) ــــــــــــ (أخضر 95)
2 ـ جيد جدا ( اتقن ) ـــــــــــــ (ازرق 80 ـ 94 )
3 ــ متوسط (اتقن نوعا ما ) ــــــ ( اصفر 60-79)
4 ضعيف (لم يتقن ) ــــ ( احمر أقل من 60 )
-
تقويم الطالب تحريريا وذلك لتنمية مهارة الكتابة
والقراءة مع تصحيح الاختبارات وتوثيقها الكترونيا مع مراعاة عدم الالتزام بوقت
محدد عن اجراء الاختبارات وإعطاء الطلاب فرصة بالإعادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق